الأربعاء، 5 مارس 2014

على هامش النحو - توظيف النحو - تدريب توجيه اللغة العربية 6 / 3 / 2014

بسم الله الر حمن الرحيم
قال تعالى : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "
تعلم فليس المرء يولد عالما     وليس أخو علم كمن هو جاهل
" كفى بالمرء عيبا أن ترى له وجها وليس له لسان "
1-      مهنة التعليم مهنة شاقة
-          السادة الزملاء مهنة التعليم مهنة شاقة ، فأنت تعمل فى مجال بشرى ، وعملك ليس فى حجارة أو مادة صماء ولكنه فى إنسان ينبض بالحياة ويمتلئ بالمشاعر والأحاسيس وينفعل بكل فعل يوجّه له ،و تتلقى منه رودد أفعال متباينة ويكون التأتير  والتأثر بالإيجاب والسلب .
-          لقد وهبك الله العلم ، وسبحانه يعطى المال من أحب ومن لايحب ولكنه لا يعطى العلم إلا لمن أحب ، وهى نعمة من الله تستوجب الشكر و منحة تستوجب المحافظة عليها بسعى لزيادتها ، و قد زادك الله فوق نعمة العلم بأن جعلك معلما لهذا العلم ، واستحققت قول الشاعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا          كاد المعلم أن يكون رسولا
-          كما قلت فإن مهنة التعليم مهنة صعبة وتحتاج للصبر و الحلم و الحزم ، فها هو موسى - عليه السلام-  يطلب من الخضر - عليه السلام - أن يعلمه مما علمه الله ، فيقول له : " إنك لن تستطيع معى صبرا ، وكيف تصبر على ما لم تحط به علما " ، وفى كل مرة كان موسى – عليه السلام  - يتعجل معرفة  الأفعال العجيبة التى تصدر عن المعلم   ، و فى كل مرة يذكره الخضر عليه السلام بأن يتذكر ما اتفقا عليه من الصبر وعدم التعجل ، ولكن الأمر قد وصل من التلميذ إلى ما يشبه التهكم خاصة بعد أن رأى المعلم يحسن لمن يسيء له بعد أن أساء لمن أحسن إليه  " قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا " ، وهنا كانت وقفة الحزم  على ما سبق من الاتفاق والعقد الموقع بالتعليم فى رفق جم وأدب جميل " قال هذا فراق بينى وبينك " ، ولم يمنع هذا السلوك المعلم أن يوضح لتلميذه - عليهما السلام – ما رآه بعينيه وقد اختلف فيه الظاهر عن الباطن .
2-      كيف تدار حصة اللغة العربية ؟
-          السادة الزملاء الأفاضل و الزميلات الفضليات أكون فى غاية السرور فى زياراتى للمدارس عندما أجد الحصة تدار باللغة العربية ، ودفتــر تحضير الزميل العزيز أو الزميلة العزيزة صورة مشرقة لمعلم اللغة العربية ، وفى الحقيقة 90% من معلمى اللغة العربية أو أكثر على هذه الشاكلة، بالإضافة لما يتسمون به من دماثة الخلق و التعاون و ارتفاع المستوى العلمى ، وأستاء عندما أجد الحصة تدار بالعامية ،و دفتـــــر التحضير لا يتناسب شكلا أو موضوعا مع المكانة التى منحها الله لنا والنعمة التى تفضل بها علينا ،  لقد جعلنا الله حراسا لهذه اللغة ، فكيف نغفل عنها ؟! وجعلنا حفظة لها فكيف نضيعها ؟! وجعلنا قائمين على شئونها ، فلماذا نتجاهلها ؟!
-          لعل البعض يقول غلبت علينا العامية ، ووسائل الإعلام تطاردنا بالأخطاء اللغوية ، والتلاميذ يجدون صعوبة فى فهمها والتحدث بها ، وكل مدرسى المواد الأخرى يدرسون بالعامية   ، والبعض قد سخر من اللغة العربية وجعل من يتحدثون بها مثارا للسخرية و التندر ، و العامية الطريق الأسهل لتوصيل المعلومة؛ ولهذا فضلنا استخدامها  فى التدريس .
-          اللغة العربية لغة البيان لغة الفصاحة والقرآن ، وعلينا أن نعتز بها كما يعتز أصحاب اللغات بلغاتهم  ، وعلينا أن نختار اللغة العربية الفصحى البعيدة عن التشدق والتقعر والتعقيد أسلوبا للتدريس ونبتعد عن العامية ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.  
-           إن صوت الشاعر الراحل حافظ إبراهيم ينبعث من قبره  وكله أسى على حال لغتنا ولساننا العربي فيقول : -        
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَــــــــاتي ..... . . وناديتُ قَوْمـي فاحْتَسَبْـتُ حَيَاتــي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَــــــــابِ وليتني ....... . عَــقُمْتُ فلـم أَجْـزَعْ لقَـوْلِ عُدَاتــي
وَلَــدْتُ ولـمّـا لــم أَجِــدْ لعَـرَائـسـي ......... رِجَـــــــالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَـنَـاتـي
وَسِعْـتُ كِتَــــابَ الله لَفْظَـاً وغَايَـــــــةً...... . وَمَـا ضِقْـتُ عَــنْ آيٍ بــهِ وَعِـظِـاتِ
فكيــــفَ أَضِيــــقُ اليـومَ عَـنْ وَصْـفِ ........ آلَـةٍ وتنسيـقِ أَسْـمَـاءٍ لمُخْتَـرَعَـاتِ
أنا البـــــــحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ....... فَهَلْ سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـنْ صَــدَفَاتـي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَـى وَتَبْلَـى مَحَاسِنـــــــي........ وَمِنْــــــــكُـم وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أُسَاتـي
فــلا تَكِلُـونـي للـزَّمَـانِ فإنَّـنـي . . . أَخَــافُ عَلَيْـكُـمْ أنْ تَـحِـيـنَ وَفَـاتــي
أَرَى لـرِجَـالِ الـغَـرْبِ عِــزَّاً وَمِنْـعَـةً . . . وَكَــمْ عَـــزَّ أَقْـــوَامٌ بـعِــزِّ لُـغَــاتِ
أَتَــوا أَهْلَـهُـمْ بالمُـعْـجـزَاتِ تَفَـنُّـنَـاً . . . فَـيَــا لَيْـتَـكُـمْ تَـأْتُــونَ بالكَـلِـمَـاتِ
أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِـبِ الغَـرْبِ نَاعِـبٌ . . . يُنَـادِي بـوَأْدِي فـي رَبيـعِ حَيَاتـي
وَلَـوْ تَزْجُـرُونَ الطَّيْـرَ يَوْمَـاً عَلِمْتُـمُ . . . بـمَـا تَحْـتَـهُ مِــنْ عَـثْـرَةٍ وَشَـتَـاتِ
سَقَـى اللهُ فـي بَطْـنِ الجَزِيـرَةِ أَعْظُمَـاً . . . يَعِـزُّ عَلَيْهَـا أَنْ تَلِيـنَ قَنَـاتـي
حَفِظْـنَ وَدَادِي فـي البلَـى وَحَفِظْتُـهُ . . . لَهُـنَّ بقَلْـبٍ دَائِــمِ الحَـسَـرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ . . . حَيَـاءً بتلـكَ الأَعْظُـمِ النَّخِـرَاتِ
أَرَى كُــلَّ يَــوْمٍ بالجَـرَائِـدِ مَزْلَـقَـاً . . . مِــنَ القَـبْـرِ يُدْنـيـنـي بـغَـيْـرِ أَنَـــاةِ
وَأَسْمَـعُ للكُتّـابِ فــي مِـصْـرَ ضَـجَّـةً . . . فَأَعْـلَـمُ أنَّ الصَّائِحِـيـنَ نُعَـاتـي
أَيَهْجُـرُنـي قَـوْمـي عَـفَـا اللهُ عَنْـهُـمُ . . . إِلَــى لُـغَـةٍ لــم تَتَّـصِـلْ بـــرُوَاةِ
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى . . . لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُـرَاتِ
فَجَـاءَتْ كَـثَـوْبٍ ضَــمَّ سَبْعِـيـنَ رُقْـعَـةً . . . مُشَكَّـلَـةَ الأَلْــوَانِ مُخْتَلِـفَـاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ . . . بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى . . . وَتُنْبـتُ فـي تِلْـكَ الرُّمُـوسِ رُفَاتـي
وَإِمَّــــا مَـمَـاتٌ لا قِيَـــــــامـــــةَ بَـعْـدَهُ.... مَـماتٌ لَعَـمْـرِي لَــمْ يُـقَـــــــسْ بمَـمَـاتِ
-  وأقدم هنا مجموعة من التوصيات ألخصها فيما يلى :
- حفظ القرآن والشعر العربى و مأثور كلام العرب .  - ضرورة تفعيل الفصحى تحدثا واستماعا و قراءة وكتابة .
- الاهتمام بالتعبير الشفهى والتحريرى .                       - تشجيع الطلاب على الحفظ والاستظهار .
- لفت نظر مدرسى المواد الأخرى إلى تفعيل اللغة العربية واجتناب العامية فى الشرح .
- تشجيع الطلاب على التحدث باللغة العربية من خلال الأنشطة المختلفة كالخطابة و الإلقاء والمسرح .
- تخصيص بعض الدرجات الاعتبارية فى الاختبارات للمستوى المتقدم فى التحدث والكتابة بالفصحى .
3-  النحو وسيلة أم غاية ؟
-          النحو بلا شك وسيلة لضبط الكلام ، وقد نشأ عندما كثر الخطأ واللحن ، والبعض يجعل منه غاية فيذهب فى تفصيلاتــــــه و دروبه الفلسفية والعقلية فى مرحلة من المراحل السنية لأبنائنا يستحسن فيها البعد عن هذه العقليات والاهتمام بما يقيم اللسان ويحقق الضبط الصحيح  .
-          قد يحفظ الطالب قواعد النحو حفظا جيدا ويحقق أعلى الدرجات ، ولكننا إذا طلبنا منه أن يكتب موضوعا من موضوعات التعبير اكتشفنا كم الأخطاء الرهيبة ، لأن الطالب قد درس النحو كفرع ولم يفعّل ويوظّف النحو فى حديثه أو  قراءته أوكتابته ، ولم يتلق هذا التوظيف النحوى استماعا من معلمه .
-          والأعجب من هذا أن تجد اختبارات النحو لا تهتم بالضبط الذى هو غاية علم النحو .
-          إذن علينا أن نوظف النحو تحدثا واستماعا و قراءة وكتابة .
-          بدأ النحو العربى بسيطا سهلا ممثلا فى الحركات الأصلية :الضمة والفتحة والكسرة والسكون ، وانتهى بالعوامل المعنوية وغيرها من الفلسفات ، لقد تكلم العرب العربية قبل ظهور النحو  ، وسبقت ملكة التحدث بالعربية وضع القواعد النحوية .
-          علينا أن نهتم بتوظيف النحو وضبط الكلام الذى هو غاية علم النحو ونبتعد فى هذه المرحلة السنية من عمر أبنائنا عما يثقل كاهلهم وينفرهم من اللغة العربية والنحو .
4 - كيف نقدم الإعراب بصورة بسيطة للطلاب ؟
-          ثلاث خطوات للإعراب  ( 3  2   X   3  )يمكن أن نبدأ بها مع الطلاب ، وحولها نجمع ما بقى من القواعد النحوية التى تساعد فى عملية الإعراب ، وتفصيلها كما يلى :
-          الكلام فى اللغة العربية  اسم أو فعل و حرف .
-          الجملة فى اللغة العربية نوعان : جملة اسمية وجملة فعلية .
-          أنواع الخبر : مفرد وجملة وشبه جملة .
-          يمكننا من خلال هذه الخطوات أن نجمع ما شئنا من قواعد بشرط أن يكون هذا هو الأساس ونجعل الإعراب بسيطا محببا لنفس الطالب .
-          وأوصى فى  النحو بما يلى :
-          البعد عن فرعيات النحو والاهتمام بما يضبط اللسان .
-          توظيف النحو فيما يخدم مهارات اللغة العربية .      - تخصيص درجتين فى التعبير لصحة القواعد النحوية و التراكيب اللفظية .
-          إلمام مدرسى المواد الأخرى بالقواعد البسيطة لضبط اللسان . 
-          كشف اختبار النحو لمستوى الطالب من خلال سؤال فى الضبط وآخر فى التركيب .  
4- أخطاء تحتاج للانتباه :
-          كتابة الهمزة أول الكلمة ووسطها وآخرها :
-          ( اسم – إسماعيل – سائل  - لؤلؤ- سأل – قراءة – شاطئ – بدأ – بؤبؤ – شىء – جرىء )
- علينا ان نعرف أن  الهمزة التى تكتب فى أول الكلام هى همزة الوصل أو همزة القطع،  ومواضعهما معروفة فى أول الاسماء و الأفعال والحروف ، وفى إتقانهما دليل على مهارة المعلم وإتقانه لمهنته ، وفى إهمالهما عكس ذلك  .
- وكتابة الهمزة المتوسطة مرتبط بمعرفة قوة الحركات مرتبة من حيث قوتها ( الكسرة ثم الضمة ثم الفتحة ثم السكون ) لحرف الهمزة والحرف الذى قبله ، فمتى كانت الكسرة لحرف الهمزة أو للحرف الذى قبله فتكب الهمزة على نبرة ( سٌئِل – ينبئونك ) ، ومتى كانت الضمة هى المسيطرة على حركة أضعف منها كتبت الهمزة ةعلى واو ( بؤس - لؤم  ) ، ومتى كانت الفتحة أقوى من حركة الحرف الآخر كتبت الهمزة على ألف ( بأس ) إذا سبقت بياء ساكنة كتبت على نبرة ( هيئة  - ييئس ) ‘ وإذا سبقت بحرف مد كتبت على السطر ( قراءة – إضاءة ) .
- وكتابة الهمزة فى آخر الكلمة يرتبط بحركة الحرف الذى قبلها، فإن كان مكسورا كتبت على نبرة ( شاطئ – ناتئ ) ، وإن كان مضموما كتبت على واو ( لؤلؤ – بؤبؤ ) ، و إن كان مفتوحا كتبت على ألف ( بدأ – صدأ ) ، وإذا كان الحرف ساكنا أو حرف مد كتبت على السطر ( دفء – جرىء ) .
-          كتابة التاء المربوطة والهاء المفتوحة .
-          ( عبد الله – عنده – له – حديقه – ساعة – فاكهه – فواكه - كتبه – كتبة )
-          وضع التاء المربوطة وكتابة نقطتيها يؤثر تأثيرا قويا فى المعنى ، وهناك من الناس من ترك وضع النقط كلية ، وهناك من قام بوضع النقط على كل ما يقابله من تاء مربوطة أو هاء مربوطة مما يخل باللفظ والمعنى .
-          والصحيح أن نضع الأمور فى نصابها ، فقراءة الكلمة منونة أو مضافة يكشف لنا عن الحرف المراد كتابته بجلاء ، فعندما نقول : هذه ساعة جميلة  أو هذه ساعتى ، تظهر التاء من الثاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق